السبت، 22 مارس 2008

في داخلي... طفلة... تعيش... وتنمو...



كلما أنظر إلى المرآة...لا أرى غير صورة
هي صورة... طفلة ... أحببتها
و عرفت أنَ...

:
في داخلي... طفلة
تعيش و تنمو... لكنها تظل طفلة
مع الأيام تكبر... تتعلم... و تتقدم في العمر
نعم أنثى تصبح... لكن الأنوثة... فقط قناع... و تظل
هي... طفلة... في رقتها و شقاوتها هي طفلة
عنوانها العفوية... و تعشق البراءة
بكل المعاني هي طفلة

:

في الرياض و البساتين...
تلعب و تطرب... تطارد الفراشة
لا تبالي نظرات الاستغراب... في عيون الناس
تمضي الطفلة.. بهيئة أنثى.. تلعب بالأرجوحة.. ترفرف عباءتها
لا تهتم... تغني لكن لا تعزف ألحان الغزل و الهوى... فقط تشدو أناشيد الطفولة
وقد قيل عنها مجنونة... فليقولوا ما يقولوا... هي طفلة القيم النبيلة
فحين تشم شذى الرياحين و الورود... لا تقطف الزهرة
لأنها جميلة ما دامت حية بين أغصان الشجرة
و لكي تستفيد من شذاها النحلة

:

نعم في داخلي طفلة
ترقص ما غنت الطيور... و تهتف
كلما رأت حمامة... أو دجاجة... تتأملها مليا... تراقبها بدقة
تتعجب... تتساءل... تبحث عن العبرة... ولربما
تحاول الحديث مع... العصفورة
متأملا... فهم أحاسيس
تخفيها

:

طفلة هي
لكن ما قبِلتها الإنسانية
اتُّهمت باتهامات و أذيعت عنها شائعات
تساءلوا مراراً... كيف لشخص أن يتمسك بطفولته في زمن
بات فيه الطفل يتبرأ من عفويته و براءته و يرعى
بداخله غرور الشباب و يزداد كبرا
كلما تخلى عن العفوية

:

هذه طفلة
تركوها... فصادقت الطبيعة
فتعلمت مهارات و فلسفات... و أصبحت
تتحدث مع النباتات... و تبادل الحجارة و البحار أحاسيسها
و تحكي لهم مدى إعجابها بهم و بخالقهم
فقد تفهّموها و تفهّمتهم

:

نعم... في داخلي
طفلة... ملؤها نقاوة و عفوية
لا تعرف الحقد... و لا الفتن... و لا الكراهية
و إن غارت... غارت غيرة الشريف على عرضه و إن أحبت
أحبت ببراءة طفولية و صدق لا تعرف الخيانة... وقلب ينبض بالصراحة
و إن كذبت... كذبت لوهلة... ما تلبث أن تعترف بالحقيقة
طالبة العفو والسموحة نادمة على الصنعة
و إن بكت بكت من القهر و العجز
لا بكاء الدلال و الرياء

:

تضحك هذه الطفلة
حينما تشعر بالأنس و السعادة
تضحك أكثر حينما ترى الآخرين يضحكون
وإن ضحكت تكون نابعة من القلب تتردد صداها في الأجواء
لا ضحكة استهزاء و لا ابتسامة سخرية تعرفها...
في المقابل تعرف... كما أنها لا تطيق
أن تُجرح مشاعرها.. فيجب
عليها ألا تجرح
الآخرين

:

إي نعم
في داخلي.. طفلة
و حقوقي هي لعبة هذه الطفلة
وواجباتي أحرص عليها حتى لا تصادر عني
دميتي و لعباتي... وطالما هذه الطفلة تحرص على الواجبـات
هي تستحق أن تجد وقتا كافيا للعب... و إذا انتهكت
حقها في اللعب... فلن يضمنوا شر الغضب
و العدوان العفوي وانتقام
ذا طابع بريء

:

هذه الطفلة
تحتاج كغيرها لدعم و تشجيع
وديعة بفطرتها لكن لها القابلية بأن تتقبل الخير و الشر
على حد سواء... فلا بد من... توجيهها
لكي تمضي في طريق البر

:

في داخلي طفلة
أحرص على رعايتها
هي كياني و قالب تتشكل فيه شخصيتي
و إن وصلت يوما ما إلى سن اليأس و أصابني الهرم
هي هذه الطفلة ستظل طفلة تعيش و تنمو بداخلي إلى أن يحين الوداع

~~~

هذا من تأليفي المتواضع... بحرت في عالم الفلسفة بقلمي و كانت هذه هي النتيجة
أتمنى أن الموضوع ينال إستحسانكم... و لا تبخلو علي بآرراءكم و انتقاداتكم... بارك الله فيكم

الاثنين، 17 مارس 2008

واااإسلاماه... واااإسلاماه‏

بسم الله الرحمن الرحيم
:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
:
:
قصيصة:~
:
تعوّد الصغير "أحمد" أن يستمع إلى أمه كل ليلة و هي تقص له قصة ما قبل النوم... و أمه... بالنسبة له مكتبة حكايات و ديوانية أدبية كبيرة زاخرة بآلاف الحكايات الأسطورية و الأحداث الحقيقية... هي تحكي له عن الحكايات العالمية ابتداء من علاء الدين و الحسناء النائمة و ساندريلا... كما تحكي له عن هتلر و بطولات اللاعب الشهير بيليه و عن روايات الشكسبير...
فـ أم أحمد... بروفيسورة في مادة التاريخ... في جامعة المنطقة التي يعيشون بها بإحدى البلدان الغربية...
أما الأب رجل أعمال كبير... لا يسعفه الوقت كي يحدث إبنه... فهو دائم الإنشغال عن أهله و خصوصا ابنه...
أحمد... على الرغم من صغر سنه... فهو يحب البحث و الاستطلاع... لديه الكثير من الأسئلة... وتساؤلاته لا تنتهي...
يحب التدقيق و الخوض في عمق الأمور... ربط الأفكار ومن ثم الاستنتاج من هواياته... محبوبا بين زملائه في المدرسة...
وفي ذات يوم... تجهز للنوم و استلقى على فراشه... و دخلت أمه كي تحكي له... كالعادة... لكن قبل أن تبدأ هي بدأ هو...
أحمد: أمي... أريدك اليوم أن تحدثيني عن "محمد"... ما رأيك؟
الأم: من؟... محمد؟!! أي محمد يا بني؟!!
أحمد: ألا تعرفينه؟!! ذاك الرجل الذي يتصف بالكثيييير الكثيييير من الصفات الحسنة... شخصية رائعة يحتذى بها...
قاطعته الأم قائلة: هناك الكثير من الشخصيات التي تتصف بأجمل الصفات... كرم و جود و بطولات لا تنتهي... فأنت عمن تتحدث بالضبط عزيزيي؟...و كيف تعرّفت عليه...
أحمد: أمي... أنا لا أعرف عنه الكثير... ولذا أريد معرفته أكثر... أريد أن أصبح مثله في الأمانة و الصدق والرفق والحلم... فصديقي "سيمون" دائما يحدثني عنه...
...أتدرين يا أمي أنه هو وأهله اعتنقوا الإسلام... كما أنه غيّر اسمه من سيمون إلى "محمد"... لأنه يريد أن يقتدي بالنبي "محمد"... ولأنه يحبه و يحب شخصيته... فالنبي محمد صادق و أمين و يعطف على الصغير و يتصف بأجمل الأخلاق... وهو قدوة للمسلمين... أعظم البشر و سيد الخلق... و كلما كان صديقي يحدثني عن "سيد الخلق" أردتُ أن أعرف عنه أكثر... فسيرته ملئى بالمنجزات... و لذا سألتكِ عنه يا أمي...
ووسط دهشة الأم و ترددها لأنها لا تتذكر من سيرته عليه الصلاة و السلام شيئا...
أكمل أحمد قائلا (بكل عفوية): أمي... ما رأيك...أنا أيضا أريد أن أعتنق الإسلام!!! لأنني أشعر أن الإسلام جميل... فقد صار صديقي سيمون لا يكذب يا أمي... صار يبتسم في وجه الكل... صار يسامح كثيرا و يساعد الطلاب الضعفاء... لقد تغير كثيرا... أصبح لطيفا ووديعا...
علامات الدهشة والاستغراب كلها ارتسمت في وجهها... و لما فاقت من الذهول... حضنت ابنها بقوة و قالت: يا بني... نحن مسلمون... أمّا صديقك وأهله فـ لم يكونوا مسلمين و لذا أحبّوا أن يعتنقوا الإسلام...
استغرب الصغير و تساءل: أمي أأنتِ متأكدة نحن مسلمين؟!!
الأم باستغراب شديد: نعم يا بني...
قاطعها أحمد قائلا: أمي... أنا أشك في هذا...
الأم: نعم!!! لماذا يا عزيزي...
أحمد (بكل براءة و عفوية): أمي... أنا أُعطيكِ أدلة على إننا لسنا مسلمون... فقد قال لي محمد أقصد صديقي سيمون... إن المسلمين يحبون الله... و لذا يعبدونه فيصلّون... و نحن لا نصلي... لا أنتِ و لا أنا... و سيمون صار يصلي خمس مرات... أبوه صار يذهب كل يوم إلى المسجد لكي يصلي... وأنا لا أرى أبي يذهب إلى المسجد... وما رأيته يصلي أبدا يا أمي... و أم سيمون صارت تلبس الحجاب... ولكن أنتِ لا ترتدين الزي الإسلامي حينما تخرجين من المنزل...
و في وسط ذهول الأم التي ما عرفت أن تتفوه بكلمة و لا بحرف... أكمل الصغير "أحمد"... قائلا: ... وقال لي أنه أيضا سيصوم شهر رمضان... وهكذا سيحاول هو وأهله أن يطبق شعائر الإسلام... و أنه سيتعلم القرآن... فالقرآن والسيرة النبوية دليل المسلم...أما نحن يا أمي لا نطبق هذه الشعائر... نحن ما قرأنا القرآن ولا صمنا قط... و لا نعرف ما رمضان...
:
... تمت...
:
لا أدري... ماذا عساي أن أعقب... ما خطه مدادي ضرب من الخيال... لكن قد يتحقق... أو ليس كذلك؟!!
...
كنت اليوم أقرأ كتابا في السيرة النبوية... كان أخ عزيز لي قد أهداني إياه... جزاه الله خير الجزاء...
وبعد القراءة... أبحرت بخيالاتي بعيدا... و أصبحت أتساءل كم منا يتلوا القرآن بانتظام و يهتم بـ كتب السيرة...
كم نعرف نحن المسلمين عن حياته عليه أفضل الصلاة و السلام... بل كم منا يحرص على أمور الدين و شأنه و مستجداته...
...
ومن هنا أخذ تفكيري اتجاه آخر... ألا وهو... هناك الكثير من الناس مسلمين بالإسم فقط...
نعم والله... لأتساءل كثيرا... أي إسلام هذا بدون تأدية شعائر... هل الإسلام قول بلا فعل؟!!... هل يتخذونه هراء؟!!
فلقد اكتفى بعض الفئة من الناس بكتابة ديانته "الإسلام" في أوراقه الرسمية فقط و لم يفكر أن يحيي أي من شعائره
ليس هذا فحسب... بل الأدهى و الأمر أن فئة منهم يزعمون أنهم مسلمين و لكنهم تجاوزوا الكفار في الإباحيات!!!
وهذه الفئة من المسلمين... لا يستشعرون أيضا أهمية التحدث عن الإسلام مع أهلهم و إخوانهم و أبنائهم... فتراهم...
جهلة في أمور أساسية كثيرة... صلاة... لا يعرفونها... قرآن... لا يعرفون تلاوتها... وأشياء كثيرة من هذا القبيل...
ولرأيت الكثيرين لا يدرون لِمَ هو مسلم؟!... وماذا يعني أنه مسلم!! و يعتقدون أنه توارثه وهذا من حسن حظه!!!...
...
ومن هذا المنطلق... أحببت أن أصور حجم المأساة من خلال كتابتي لهذه القصيصة ( تصغير قصة :) المتواضعة...
ومن خلال تدوين نتاج تخيلي... أحببت أن أجسد ما قد يمكن أن يحدث... في زمن انشغل فيه الناس بالدنايا و الدنيا...
فلنحمل على عاتقنا و لو جزء من المسؤولية... و لنحاول أن نصون الدين من الضياع... فلننقل للجيل القادم ما نعلم...
ولو كنا ما نعلم قليل جدا...فلا بأس، نلقنهم هذا القليل و نعلّمهم ما بوسعنا، حتى لا يكونو شهداء ضدنا يوم الحساب...
...
لا تضحكوا على عفوية الصغير... لا تقولوا إنه جاهل... لا تلوموا الصغير "أحمد"... فإنه هو المحق
بل إن أردتم الإنتقاد... ففي نظري... الأم ( أقصد الأهل و التربية) أول من سيُحاكم في محكمة المنطق
فالصغير يرى الحقيقة و ينطقها دون زيف أو تحوير... و أتمنى... ثم أتمنى أن أرى في الحقيقة أطفالا
لا بل أبطالا كأمثال أحمد عقول تفكرلا عقول إن ورثت الخبث لا ترفضه وإن ورثت الخيرلا تحتفظ به
:
أمليــــ:~
:
أن ينال الموضوع استحسانكم... و أن أحظى بقراءة ما يجول بخاطركم من أفكار تجاه فكري...
فالانتقاد و المناقشة... يفتح أبوابا في العقول... قد سدت من تراكمات غبار معلومات غير صحيحة
واتجاهات خاطئة... فأعينوني على الصواب و تصحيح الأخطاء... أعانكم الله و وفقكم للعمل بما يرضاه
أنتظركم... وآراءكم... و على أمل اللقاء بكم... أودعكم
دمتم سالمين
أختكم في الله