الجمعة، 10 أكتوبر 2008

قفزة عَودة... بدون تخطيط... بدون موضوع..

:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
:
:

لا أعلم لماذا... لماذا كلما حاولت أن أفكر بهدوء... لا أستطيع...
ينقطع حبل أفكاري مرات ومرات...
أشعر أحيانا مليون فكرة تتزاحم في مخيلتي... فلا أستطيع التركيز...
و أحيانا أخرى أبحث عن "فكرة"... حتى تلعب بها أعصابي...
علها تعصر بعض من فلسفات... لا أجد ولا نصف فكرة؟!!

والغريب عندما ينشغل العقل بقضية ما – إن وجد- أجدني...
أستصعب ترجمة الأفكار على الأوراق...
أو ترتيب الأحرف و الكلمات على لوحة المفاتيح...
..


لا أعلم لماذا... لماذا كلما أمسكت بالقلم صرت لا أخطط غير خربشات غير مقروءة..
حاولت جاهدا أن أبحث بين خربشاتي عن حروف.. ربما تكوّن جمل مفيدة...
وحاولت أيضا أن أطبع كلمات تلو كلمات حتى تظهر على الشاشة جمل...أقرأها فأفهمها...
لا أن أطبع حرف... ربما حرفان ثم أحذفها...فـأضطر لأن أغادر و الصفحة بيضاء!!!

غريبة حالتي... ما عهدتها من قبل...
صارت تضايقني... وصرت – بسببها- أفر من الكتابة...



لا أعلم ماذا حدث لي بالضبط...
أحالتي انعكاس لحالة نفسية أعيشها... أم هي انعكاس لـ انقلاب الأجواء..
أهي خوف... فرار من واقع... أم هروب من الخيال كي أعيش الواقع وأغصب نفسي على تقبلها...
لا أعلم... ولا أستطيع التخمين...
كل ما في الأمر أني أصبحت أفر من الكتــــابة!!!


نعم هكذا أصبح الوضع... وطبعا لا يسرني ذا الشيء أبداً...
لأنني إن توقفت عن الكتابة وخصوصا بالعربية فـ هذا يعني اغتيال لغة تعلمتها...
واغتيال هواية أعشقها... واغتيال ذاتي التي تتنفس الصعداء من خلال الخربشات...
و كذا سيكون هناك سلسلة طويلة عريضة من الاغتيالات... و أنا في غنى عن تحمل مسؤوليتها..

إذن... الحل لن يكون في التهرَبـــ...

فكرت ملياً... كيف أعالج...
وعاودت التفكير في الكثير من المواضيع...
لكي أنتقي موضوع تكون منه آلـــ انطلاقة...
لكنني مع الأسف وجدت نفسي أواجه نفس العقبات التي ذكرتها آنفا..
كي أنتهي بمشكلة التهرب من الكتابة... مرة أخرى... آه

إذن ... كان لا بد من التفكير بطريقة أخرى...
اممم... امممممممممم... بلا تفكير.. إي سأنطلق بلا تفكير..
سأدون ما أدون... بلا موضوع... ليطبع أناملي ما يطبع بدون تخطيط...

فقط أريد أن أخترق حاجز حال بيني و بين التعبير...
ولا بد أن أخترق ذا الفيروس بأي شكل قبل أن تتفاقم المصيبة فتتحول إلى أزمة العمر!!

ويبدأ الصراع بيني و بيني!!!

هيا اكتب.. انطلق حالاً.. أأكتب؟!!
إي نعم... اكتبْ... امممم ماذا أكتب؟؟! لا أدري و لا يهمني ماذا ستكتب...
فقط اكتبــ.. اممم هل تسمحلي بدقيقة تفكير.. لاااا... بثانية.. لاااا.. لا أفهم أي شيء الآن..
و لن أستوعبك قبل أن تكتب... و لن أرتاح قبل أن تطبع شيئاً مقروءاً!!

بدأت أطبع... " لا أعلم لماذا... لماذا كلما ...... "

صحيح أني مررت بـ انقلابات و ثورات خلال مرحلة تدويني لهذه القطعة من الخربشة المفهومة
والتي جاوزت الأيام - بدون مبالغة والله- !!!

لكن الحمدلله... سعيدة جدا أني طلعت بالنهاية بنتيجة... وأني لأراها عودة حميدة لأحضان التأليفـ
ولولا إصراري على إنهاء المهمة الليلة... لاستغرقت الخربشة المتواضعة هذي عدة أيام أخرى –ربما- :)
وهكذا... أمامكم نتاج الـ "بدون تخطيط... بدون موضوع.."



هنا أتذكر أيام الابتدائية... حين كنت أفر من مادة التعبير... وأكرهها جداً...
لسبب بسيط... أني لا أطيق الكتابة لأني لا أستطيع التعبير بالحروف..

واكتشفت بالصدفة في امتحان المنتصف لمادة العربي (الورقة الثانية) بالصف الخامس...
أني ألفت قصة وقت الامتحان!!! فـ كان من مكسبي درجة عالية في مادة اللغة العربية...
وبعدها أدركت.. كم كنت مخطئة حينما كنت أفر من التعبير لسوء تفاهم بيننا...
ولا سيما حينما كنت أحصل درجات عالية أو شهادات في مختلف مجال الكتابة...

ما يهمني الآن فعلا هو أولا المحافظة على "اللغة العربية" على نطاقي الشخصيّ...
إذ أن المحيط الذي أقيم فيه حاليا لا يساعدني على الاستماع أو التحدث بالعربية بتاتاً...
إلا بعض الكتب في مكتبة أبي... والإنترنت... وتأليف الخربشات الذي أحرص عليه...
ربما أتحدث عن العربية و حبي لها يوما ما... أما الشي الثاني الذي أحرص عليه هو..
المحافظة على العلاقة الحميمة بيني و بين التأليف...
و لأجلها كانت هذه العودة بعد فترة من الهجران... قفزة كنت أناشدها "من زمان"...

:
:


في حفظ الرحمن

MarOon