السبت، 22 أغسطس 2009

واااشوقاااه إلى لقياااك... رمضااان

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
:
:
لم تعد الحياة مليئة بالابتهاج كما كانت آنفا... أوليست هذه سنة الحياة؟!! أدري والله... نضحك يوم و نبكي يوم...أياما نرتع و نلعب وتأتي أيام يسودها الحزن و الأسى... لكن يظل هناك أمل... ونرتقب مجيء لحظة هي من أجمل اللحظات... أما أنا فكنت – بفااااارغ الصبر- أرتقب مجيء رمضان...

فؤادي الصغير قد عانى الكثير... لكن ما كان يجعله ينبض بقوة هو الأمل.. و لا يحيا الأمل إلا بالإيمان و الصبر... و ما يزيد المؤمن صبرا و إيمانا إلا بكثرة التواصل مع الله جل و علا... و يزيد هذا التواصل مع الله الرحمن الرحيم في شهر الرحمة و الخير و البركات... رمضااان..

كم ارتقبت مجيء هذا الضيف الكريم... و أخير ها قد وصل... و ها قلبي بدأ ينبض بشدة من السعادة الغامرة... لقد عزمت الأمر لأن أجعل هذا الشهر ذخيرة للأجر و الثواب و فرج من المعصية و الذنوب التي أثقلت كاهلي على مر السنين... ليس هذا فحسب و إنما سأحاول جاهدا أن لا يتراكم علي المعاصي مرة أخرى بعد رحيل رمضان... و إن بدأ يتراكم سأحاول – إن شاءالله- مرارا أن أغسله بفعل الطيبات... لذا لا أريد أن يضيع عني هذه الفرصة... فقد كنت أبحث عن أقرب فرصة كي أغسل قلبي مما تعلق به من شوائب... و ها هو رمضان قد أهل علينا و ها هي فرصتي كي أجعل فؤادي صافيا ناصع البياض...

رمضااان... فرصة سانحة كي ننقي أنفسنا... والله إنها لنعم الفرصة فلأغتنمها... فمن يدري.. هل سأعيش كي أعانق رمضان السنة القادمة.. من يدري... كم من أحبة كانوا معي في الرمضان الماضي وما قبلهم... أفطرنا مع بعض... ذهبنا نصلي.. نعم هم أحبائي لكن... منهم من رحلوا بعيدا... و منهم من رحلوا لللأبد... كانوا أحبابي في الله و ما زالوا... أدعوا لهم بالرحمة و المغفرة... أدعو لهم بالخير كلما طرقوا باب ذاكرتي... كلما تذكرتهم تمتلئ عيني بالعبرات... لكن قلبي يشكر الله أن من علي بمعرفتهم و بمؤاخاتهم... أتذكرهم دائما و أتذكرهم في رمضان أكثر و أدعوا لهم من أعماقي... لعل من يتذكرني يدعو لي بالخير... لعل من يقرأ كلماتي يدعولي بالرحمة و المغفرة إن فارق روحي الجسد...فاليوم معكم ..أستقبل رمضان .. و غدا سأرحل... و قبل الرحيل أحببت أن أشارككم بهجتي و فرحتي للقيا رمضااان... واااشوقاااه... وااافرحتااه... و أسأل الله أن يملأ قلوبكم و قلوب جميع المسلمين بالسعادة و الطمأنينة و السكينة و أن تغتنموا رمضان في فعل كل ما هو خير...

قبل أن أغادر المكان... كتبت هذه الكلمات البسيطة... لعل في هذه الكلمات ما هو خير لأصحاب الخير... لعل كلماتي هذه تنفعني يوما... و مناجاتي هذه تكون شاهدة علي لا ضدي... والله أعلم بنيتي و قصدي... و بعد ما كتبت الكلمات حاولت أستشعر... هل بدأت أتغير.. لا لا أقصد أغير ذاتي إلى الأحسن... هل بدأت بداية جديدة تاركا كل ما كان يشوشني و ما قد يشوش صفائي و نقائي في رمضان...

واااشوقاااه رمضاان... أبعدت كراستي بعيدا... و أعدت القلم إلى مكانه في المكتب بعد ما أحكمت عليه الغطاء... و ها أنا لحيظات و سأطبق شاشة اللابتوب و أدخله في الحقيبة... أبعدت قدر المستطاع كل الثانويات... فهناك الأولويات تنتظرني و قد طال الانتظار... و أنا أيضا أنتظر لقياهم على أحر من الجمر... قلبي ما زال ينبض و نفسي تستشعر... يا الله أنا ما زلت على قيد الحياة...الحمدلله الحمدلله... قلبي نادى أسرعي يا نفس: فرصة لم تضيع بعد والله... أين المصحف و السجادة... لن أصلي كما كنت أصلي بل سأجاهد كي أصلي بخشوع أكثر و بتأني... لن أتلو الآيات إلا و قد تمكنت معانيها من قلبي و لامست كل حواسي و استشعرت بعظمة الاله الواحد القهار الذي أنزل هذا القرآن... لن أكون عابسا و متضايقا إن تذكرت ما أنا فيه من محن تافهة... فالشكر لله أن هداني للإسلام و بلغني رمضان و أنعم علي مقدرة صيامه و قيامه... شكرا لله أن أسبغ علينا النعم و الحمدلله أن من علي و جعلني أفضل حالا من كثير من الآخرين...

نعم و هكذا سأحاول إن شاءالله جاهدا أن أتغير..أتغير إلى الأفضل... خطوة بخطوة و سأبني في ذاتي شخصية جديدة لكن إيجابية بإذن الله... و ليكن الانطلاقة من رمضان... سأجعل هذا الرمضان مختلف... طيفه يلامسني و يلاحقني حتى بعد رمضان... شذاه العبق ينير دربي حتى أن يتغمد الله روحي...

إي والله نعم... لكل هذا اشتقت كثيرا كي ألاقي رمضان و ها قد وصل... فلأسرع و أمحي من قاموسي الكسل و التواكل... ولأغتنم الفرصة... فعمري مهما طال قصير... و إلى متى سأترك هذه الذنوب تطاردني... و خوف من عذاب القبر و نار جهنم يؤرقني... هذه فرصة كي أرح ذاتي... أبتسم من أعماقي أني قد غسلت نفسي و كسوتها أجمل الأوصاف...في رمضااان


دعواتي لكم بالتوفيق و السداد، تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال وكل عام و أنتم إلى الله أقرب
في أمان الله و دمتم سالمين


September 2007

MarOon