الخميس، 5 فبراير 2009

~ْ* ألفـــ تبـّاً لكــــِ يا متمرّدة *ْ~

:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

:

سامحكـِ الله يا (نفسيَ) المتمرّدة...

كم مرّة قلتُ لكـــِ إسمعيني... و اعملي بنصائحي...
لكن لا حياة لمن تناديـــ... صرتِ لا تُعيريني أذناً صاغية...
قولي لي... ما الذي غيّركـــِ 180ْ (مئة و ثمانين درجة)...
ماذا دهاكــِ... سحركــِ أحـد أم تلبـّسكـــِ حبّـــ السيطرة؟!!
آه يا نفسي... ما الذي أجبركـــ على إعلان العصيـــان...
احتضنتكـــ سنيــن... و بالأخير هكذا يكون الإمتنان؟!!

كل ما في الحكـــاية، أنه ظهر في أفقنـــا خيـال...
أو قل شيء محير اسمه "وهم"... ومن هنا ابتدأ الجدال...
وانفلقنا إلى جزئين... أنا و أنتــِ... رويداً رويداً احتلـّكـِ/ سيطر عليكــــِ
فـــصار يرأسكــِ -بدلي- كومة أوهـــام... وبعد أن كنتُ كل شيء...
صرتـــُ - بالنسبة لكــ ِ- أكثر من مجرّد لا شيء!!!...

أيا متمرّدة على الذاتـــ الحنون...
أيا خارجة عن الـــ قانون...
ألأجلـــ الوهم ذاكـــ تمحيني من الوجـــود؟!!...
ويحكـــِ... كيفــ تقابلينـــ إحساني بالجحود!!..
قولي لي بالله عليكــــِ... ماذا جنيتـِ؟!
ماذا حصدتـــِ غير ركام الآهاتــــ و الأنين
ماذا وجدتِ غير سهام الشوق و الحنين
تنهش هدوءكـــ... تقتُل كبريــاءكــــِ...
دنـّستـــِ روحكـــِ العذبــــ... بتمرّدكــِ
وماذا بعدُ تريدين من ذا التمرد يا هذه؟؟؟

أما كنتِ أفضلْ عندما كنتِ تلكـــ الوديعة...
لـ أوامري مطيعة... أما كنتِ وقتهـــا مرتـــــاحة...
كنتِ تحت جبَروتي نعم.. لكنـّكـِ كنتِ حرّة طليقة...
لتنظري إلى حالكـــِ الـ يرثى لها... كيفـ جنيتـــِ على نفسكـــِ
أعياكـــِ "آلــ وهم"... و لم يتبقى منكـــِ غيـــر...
الوحشيّة الـ ولدتها سلسلة الضيق المتواتر عليكـــِ

أما يكفي كم الخسائر التي سببتيهـــا لي/لكــِ
و لمعدل طهركــــِ.. نقاؤكـــِ... صفاؤكــِ
أو بعد كل ذا أنتـــِ مصرّة أن تعصينـــ...
بالله عليكـــِ... قولـــي لي ماذا تستفيدين؟!!!
ماذا تستفيدين... حينمــا تهيمين بـ لملمة الــجراح
وحينما يهجركـــ -بسببه- الهدوء و الانشراح
وماذا تستفيدين حينما تجعلين كلّكــــِ أسيرتــه
ماذا يعجبكِ في نفسكــِ آلـ مسجونة في أحضــانه
آلـ مقيـّـدة بأوامره التي لا ترحمكـــِ و أنــّاتكــِ
وهمٌ هو أم بالأصل همٌّ يضنيكِ... وهمٌ ما همّه حالكــِ
أما كنتِ جلالة الملكـــة حينما كنتـــِ في مملكتيـ
فصيّركـــِ عبداً آبقـــاً حينما غدوتـــِ في ملكهـ
إذن ماذا تستفيدين من هكذا حياة يحكمها جنون؟!!!
و لماذا صرتِ تفضّلين الشقـــاء على السكون؟!!

حبيبتيـــ... عودي إلي أرجوكـــِ عوديــــ
أضمن لكــــِ آلسلامة من المواجع كلهـــــا...
وأضمن لكــــِ العيش الكريمـــ... لذا تعالي و توسّدينيـــ
فأنتـــِ لا تعلمين... كم اشتاق جوانحي لضمّكـــِ...
لـ أعانقُ بقاياكــــِ وبقايا الطهر التي تحاول صون عفـّّتكــــِ
أريد أن آلثمـــ روعتكــــ وأنتــــ تتلاشين بداخلي
لنعود كما كنـــا جسد واحد و روح واحد لا ثانٍ يفرّقنا
لا وهمٍ يقضي على صفـــاءٍ كان قد تـَقـَلـّدنـــا...

تعالي و انسي الوهم الـ يقتلكـــ
وهـــم قـَطـَعَ يميناً على آن يتعبكـــِ.. حتّى آخر رمق
تعالـَي... وهلمّي إلى حيثـــ كنتـــِ تنتميـن
فـ هو... لن يكون لكـــِ يوماً حضنا دافئا... تعلمين...
كحضنيــــ الـــ احتواكـــِ من قبل أن تتعرّفي عليه...
لا والله لن تنعمي بـ ذرّة راحــــة بين يديه

أما زلتــــِ تتأمّلين آنّ الوهم سيكون يوما حقيقــة؟!!
و أنّه سينتشلكــــِ من مستنقع الواقع إلى رؤيا وردية
وآنـّه سوفـــ ينقذكـــِ من جحيم تعيشينه إلى جنــان...
غبــــاء... لا غباء بعده آن تطلقينَ لخيالاتكـــِ العنان
ألا تعلمين... أنا / أنتـــِ لا نعيش دنيـــا الأساطير...
تقولين ربما معجزة... فقط قليـــل من التفكيــر...
قليل من العقل يا هذه... فقد ولـّى زمن المعجزاتــ
مهزلة أنتـــِ يا نفسي حين تؤمنين بالخرافاتــ...

عودي إليّ يا نفسي، كفاكـــِ جنون وجد وهيــــام...
عودي... و ستكتشفين روعة العودة مع الأيام...
أعدُكـــِ...لن تندمي... ولن تتألمي أبدا...
أعدكــــ بأن أجعلُ حليفكــــِ... الأنسَ و السعدَ...
و أن أجعلكـــِ تاجي... والمتحكّم في نبضي وشراييني...
بل دعيني أحيل إلى سيادتكِ قيادة عقلي، تفكيري و جلّ شؤوني..
هاه... ماذا تقوليـــن... أليس العودة إلى داركـــ أســلــم
فقط عوديـــ... و انسي ذاكـ الوهم... أليس كذا أرحم...

آه منكـــِ... من غباؤكـــــِ... أمازلتــــِ مصرّة!!
أبعد كل ذا، ما زلتِ تعشقين الـــ مهـــآنة!!!...
حسبي الله... ليتني أهتدي إلى دواء لهكذا داء...
آه نفسي، ليتني أعلم سر الاندفـــاع لهكذا غباء...
تهيـمين بـ وهمٍ ما ولُِد ليكون يوماً حقيقـة...
سامحـ الله "وهمـا" سبّبـَ بيني و نفسي قطيعة


و ألفـــ تبـّاً لكــــِ يا متمرّدة


أتمنى أن ترتقي "خربشتي المتواضعة" لذائقتكـم... حفظكم الله و رعاكم


MarOon

ليست هناك تعليقات: