السبت، 14 فبراير 2009

~*•• يــــوم السخــــافة العـــــالمية ••*~

:
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
:
•• يــــوم السخــــافة العـــــالمية ••


ما أجمل الماضي... حيث البراءة و العفوية في كل شيء... كان يمر الــ 14 من فبراير كسائر الأيام... دون صخب.. دون أعمال الشغب... لـــكن اليوم / الــ 14 فبراير... ونحن في عام 2009 نرى العجب في البلدان الإسلامية... والكثير من المسلمين يعيشون حالة مختلفة من الجنون... بعد ما جهزوا و خططوا لذا الجنون من أيام... من أسابيع ربما... لماذا يا ترى؟! وما لنا بعيد الغرب... وما لنا و تاريخهم و اعتقاداتهم و احتفالاتهم... أهو بالأصل عيد أم خرافة روجتها الرأسمالية لتحقيق مصالحهم من الربح الكبير... هاه... ولو عدنا إلى تاريخ ذا العيد... سنكتشف أساطير وحكايات والتي من شأنها إعطاء القليل من المصداقية لهذا اليوم و ليس إلا... حتى لا يكون الإحتفال بيوم ليس له تاريخ ولو هراءاً!!!

ماذا يعني عيد للحب وللمحبين والعشاق.. هاه... ومتى كان الحب يعرف عيداً؟!! و هل الحب أصلاً يُقيـّـد بيوم؟!! و هل الحب فالانتاين فقط؟!!! مهما كانت قصص الفالانتاين... ربما هناك قصص حب و تضحية أعظم بكثير من هذه لكن ما دوّنت في التاريخ... وهل غدا الحب تصنّع... أو مبالغة... أو لعبة؟!!! أنا أجزم أن أغلب المحبين آليوم و العشاق يجهلون معنى الحب و لا يعلمون أساسياته/حقوقه/واجباته.. لا يعرفون سوى الحب الأعمى/الأسود المتمثل في حب الجسم و حب إشباع الرغبات و فعل الفواحش... وإلا لما رأينا للعاشق ألف قصة عشق!!! وفي كل عيد، فالنتاين جديد... يااا سلام... هذا إذا ما كان بالعيد الواحد ألف فالانتين... يخسر كل ما جمعه لإرضائهم كلهم على حد سواء... أي حب و أي عيد هذا!!!

عني لا أعرف و لا أعترف بحب لا يعرف القيم و الأخلاق بالنسبة للجميع، وإذا غابت القيم فالحب يخرج من دائرته ليتحول إلى مجرد شهوة و إلى أشياء أخرى مادية دنيوية دنيئة... أمّا بالنسبة للمسلمين لا بد أن يكون حبّهم لله يفوق حب أي شيء بالدنيا الزائلة... وفي قانوني... أحب الله قبل كل شيء حبا يفوق أي حب... و من ثم أحب من شئت وما شئت... عندها ستحب من/ما يحبه الله... سوف تبغض من/ما يبغضه الله... هكذا يكون الحب ويسمو... ولذا فأنا أكره ذا اليوم/التاريخ كرهاً... كوني أشعر أن ذا اليوم يقضي على كل المعاني السامية التي تحملها كلمة "حب" أو محبة و ود...

أنا بصفتي أكره الإحتفال بالأيام.. يوم الأم... يوم البيئة... يوم السلام العالمي!!! يعني ما فائدة هذه الأيام؟! ندّعي أننا نفعل و نؤمن و و و وبالأخير يمضى اليوم و تنتهي الحفلات و السهرات و ما تعلمنا شيء... نهدي الأم هدية لليوم و باليوم الثاني نتأفف من طلبها و لا نطيعها؟!!! نحافظ على البيئة و نلقي على الملايين من الجماهير محاضرات وخطب وعظية ليوم البيئة و باليوم الثاني و الثالث نتكاسل أن نرمي كيس الشبس أو البطاطا في سلة المهملات... ويوم السلام!!! دفنوا السلام حيا، نهشوه و مثلوا بجثته و ما زالوا ينادون بالسلام بل لا و يحتفلون... حسبي الله... قولو لي بالله عليكم إذن ماذا استفدنا من هذه الأيام؟!!

المستفيد الأول و الأخير هم التجـّار... بكل صراحة هم الرابحين بالدرجة الأولى... وللأسف حتـّى التجار المسلمين يحبون الربح على حساب الدين و الإسلام و المسلمين!!! نفس البضاعة بنفس الجودة يباع في هذه الأيام لكن بأغلى الأسعار... كأنهم يضحكون على عقلنا التافه الذي صار لا يعلم سوى المسميات البراقة... اليوم الفلاني و اليوم العلاني... آه صحيح نحن من استخففنا بعقولنا وعطينا للآخرين تصريح للاستخفاف بها أكثر و أكثر حتى صرنا في الحضيض...

والله أني صرت أخشى أن يتحول عندي يوم "عيد الحب" إلى "عيد الكره و البغض" كما أسمّيه أنا!!!... هي ربما من الحساسية المفرطة لهذا اليوم الذي يكون كل شيء فيه مبالغ جداً... إي والله، فقد مللت من المبالغات التي أراها بشأن هذا اليوم... يعني أنظر يمين أم شمال... أحمر.. ذهبت للمول و السوبرماركت... أحمر*أحمر... وكل مكان فالنتين و فالنتاين... كل شيء أحمر من حولي يسبب لي ضيق فهو يذكّرني بحالتنا التعيسة التي لا تعرف سوى التقليد الأعمى و اتباع عادات الغير و ترك عاداتنا الأصيلة... وكأن الأحمر هذا اليوم تنبيه... ينبهني بشكل مكثّف إلى أنّ أمة الغثاء على حافة الإنهيار...

ووصل بي الكره لذا التاريخ إلى درجة أنّ لو لبس أحد أحمر بالعفوية أو نسياناً سأظلمه و سأتضايق منه!! وصرت أتمنى أن لا يحدث لي في هذا اليوم أي شيء مهم لأني صرت أكره هذا التاريخ!! كما صرت أراقب تصرفاتي بشدّة و أقوالي... وأتردّد كثيراً قبل أن أفعل أو أقول شيئاً فها أنا متردّدة هل أكتب الموضوع اليوم أم لا!!! ولكنّي قرّرت أن أكتب لكن لن أكتب كالعادة باللون الخمري/الكستنائي/أحمر الداكن. صحيح أريد أن يكون اليوم عادي بالنسبة لي و كسائر الأيام لكن سامحهم الله ماذا أقول... لدرجة أنّي صرت أتخيل أن لو اختفى الـ 14 فبراير أفضل!! وليكن بدله 13* !!!

أعرف أنّي جننت... لكن أمّتي و انصياعها خلف السخافات هي التي جننتني والله... وأثّرت فيني بشكل كبير حتى أصابتني هلوسة وحالة جنون... يكفيني أن أرى أنّ كل يوم هناك إهانات توجه للمسلمين بشتى السبل في حين المسلمين يوالون الأعداء... يكفيني أن أرى أن المسلمين يتناحرون فيما بينهم و اللعبة يديرها الأعداء ويستمتعون بها... ويكفيني أن أرى المسلمين يعقدون الصفقات مع الأعداء لينصبوا الكمائن فيسقطون هم أنفسهم و مع أخيهم فيها... و الأعداء يتلذذون بهكذا مناظر تكشف عن حالة الذل و الهوان و الانصياع التي توصلت إليها الأمّة الإسلامية... آآآآآه..
هاه، أي تعليقــــ؟!

14/2/2009 5:42pm

ودّ و تحـــايا
MarOon

ليست هناك تعليقات: